الخيول العربية الأصيلة في درعا مواصفات فريدة ومشروع اقتصادي ناجح

من طرف **الفاروق** 07/01/10, 02:43 am

ازداد الاهتمام بتربية الخيول العربية الأصيلة في محافظة درعا بسبب شهرتها العالمية والمكانة المتميزة التي حظيت بها في سورية مع تطور رياضة الفروسية خلال العقدين الماضيين بعد إثبات كفائتها في مختلف اشكال رياضة الفروسية كالجري والقفز عن الحواجز والسباقات.

وقال الدكتور أسامة المسالمة رئيس دائرة الخيول في مديرية زراعة درعا إن عدد رؤوس الخيول العربية الأصيلة المسجلة لديها حاليا 136 رأسا من كل الأنساب المعروفة و40 رأس خيل أخرى قيد التسجيل.

وأضاف أن تسجيل المواليد الجديدة من الخيول يخضع للجنة مركزية في دمشق تعمل على أخذ عينات من شعر المواليد وترسلها إلى ألمانيا لفحصها والتأكد من نسبها لتسجيلها بعد ذلك في منظمة الواهو التي مقرها العاصمة البريطانية لندن حيث يسجل الخيل واسمي الأب والأم ورسنها أي المرابط الأساسية التي نشأت فيها الخيل وزمرة دمها وتوشم الخيول السورية بوشم خاص على عنقها من جهة اليسار تمييزا لها عن خيول الدول الأخرى الأعضاء في المنظمة.

وأوضح أن الخيول الأصيلة تخضع لرقابة كاملة فيما يتعلق بالحمل حيث يتطلب إنجاب الخيل الأصيل وجود الأبوين معا من أحد أنساب الخيل المعروفة لافتا إلى أن المواليد التي لاتنجب من ابوين أصيلين لاتسجل في سجلات وزارة الزراعة والواهو.

بدوره قال حسن العبود رئيس جمعية الخيول العربية الأصيلة التابعة لاتحاد فلاحي درعا إن الجمعية تأسست عام 1996 بعد تزايد اعداد مربي الخيول في المحافظة وتعدد أرسان هذه الخيول التي صنف بعضها بالنادر مثل العبية أم جريس وكحيلة أم عرقوب مشيرا إلى أن الخيول العربية الأصيلة مشروع اقتصادي ناجح إذا ما توفرت له كل المقومات حيث تتميز هذه الخيول بارتفاع أسعارها نتيجة لمزاياها ويرغب الكثيرون من عشاق الخيول الأصيلة باقتنائها بغض النظر عن استخدامها في رياضة الفروسية.

وأوضح أن مهمة الجمعية التي تضم 32 مربيا للخيل و8 أعضاء من غير المربين تتمثل في تقديم الدعم لمربي الخيول الأصيلة وتلبية احتياجاتهم مبينا أن الخيول الأصيلة التي تربى في درعا استطاعت أن تحصل على المراتب الأولى في عدد من السباقات كسباق الخيول الأصيلة الذي أقيم أوئل الشهر الماضي في محافظة اللاذقية.

من جهته قال المهندس عبد الكريم شباط مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف في المحافظة إن تربية الخيل في سورية بشكل عام ودرعا بشكل خاص لاقت اهتمام الجهات المعنية من خلال تخصيص الخيول العربية الأصيلة والمؤهلة للتسجيل بمخصصات علفية في جميع الدورات المفتتحة من قبل المؤسسة العامة وقد خصصت الخيول في الدورات العلفية ب 100 كيلو غرام من مادة النخالة و200 كيلو غرام من الشعير للرأس الواحد شهريا.

بدوره قال محمد نقاوة مربي خيل إن أهم ما يحتاجه مربو الخيول في المحافظة هو بناء الاسطبلات في المناطق الزراعية كون الخيول لا تستطيع العيش في الأراضي الصخرية مشيرا إلى أن دليل تصنيف الأراضي الصادر عن وزارة الزراعة العام الماضي لم يسمح لمربي الخيول ببناء الاسطبلات إلا خارج الحدود التنظيمية وحصريا في الأراضي الصخرية.

وأضاف أن انشاء الاسطبلات في الاراضي الزراعية يتطلب موافقة الجهات المعنية في المحافظة وهو مالا توفره هذه الجهات للمربين مشيرا الى ان المربين يحتاجون لوجود مضمار للسباق اسوة بباقي المحافظات لتتمكن الخيول من الجري والسباق والتدرب على كل اشكال القفز على الحواجز.

من جهته قال صدقي أبوزريق أحد مربي الخيل إن الخيول لا تستطيع التدرب في الطرق المعبدة الأمر الذي دفع المربين لنقلها إلى مسافات طويلة خارج حدود المحافظة لتدريبها ما يزيد من متاعب المربين ويحملهم تكاليف مادية فوق طاقتهم مشيرا إلى أن عدم وجود أطباء بيطريين مختصين بالخيول في درعا يجبر المربي على الاستعانة باطباء من دمشق للاشراف الدوري على صحة الخيول ومعالجة أمراضها.

بدوره قال الباحث الدكتور خليل المقداد إن الخيول تنوعت سلالتها ومنها سلالة الخيول العربية والاردنية والفرنسية والانكليزية والبرتغالية والكامارغية والميرانية والكاستيونية وتعددت سلالات الخيول العريقة وعلى راسها الخيول العربية حيث يتجاوز سعر الحصان الاصيل في الوقت الحاضر المليون يورو او السبعين مليون ليرة سورية.

واضاف ان الخيول صنفت الى فصائل للجري والسباق وقفز الحواجز و خير الخيول عند العرب فحولها من السلالات العربية ومنهاالاعوج والغراب والوجيه والصريح والمنكور وحلاب وياتي في المرتبة الثانية الخيول الهجينة التي تكون غير اصيلة النسب من اب وام لا ينتميان لسلالات عربية ومنها البراذين والكودان.

وأوضح ان اختيار الخيول وتفضيلها يتم حسب الوانها بحيث تكون الافضلية الى فرس الكميت ذي اللون الاحمر والاسود ثم الورد المتداخل بين الاشقر والكميت والابلق موءنثه البلقاء وهو الفرس ذو اللون الابيض والاسود بمعنى الابيض الملطخ بلطخات سوداء او الاسود الملطخ بلطخات بيضاء ومن ثم الادهم والاغر والسابح مبينا ان العربي يفضل الفرس الجميل والمطهم ذو الخلق الحسن والطمر شديد العدو.

واشار الباحث الى ان الخيول العربية الاصيلة تستمد قوتها و سرعتها وكفاءتها من مواصفاتها الفريدة التي لا تضاهيها أي خيول اخرى فهي تنحدر من خمسة انساب معروفة العبية والصقلاوية والكحيلة والمعنقية والحمدانية وتتمتع الخيول الاصيلة بارتفاعها الذي يتراوح بين 140 إلى 150 سم وجسمها المصقول وراسها الصغير وجبينها العريض وعنقها الطويل الجميل والعيون الواسعة والذيل المرتفع والظهرالقصير وتتميز بوفائها لفارسها وعمرها الطويل حيث يوءكد الباحثون انها تعيش حتى الاربعين عاما و تستمر في الانجاب حتى الثلاثين. الخيول العربية الأصيلة في درعا مواصفات فريدة ومشروع اقتصادي ناجح 1157890221