طاحونة انخل مئة وخمسون عام من العطاء

طاحونة "إنخل" مئة وخمسون عاماً من العطاء


صفاء الحشيش

السبت 02 آب 2008

لأن الحاجة ام الاختراع صنع الانسان منذ القديم من الحجر والخشب والمعدن ومن كل ما احتضنته الطبيعة، ادوات كانت في السابق وعلى الرغم من بساطتها تلبي الغرض وتفي بالحاجة.


ومع تطور الحياة غاب الكثير منها وبقي القليل الذي اصبح يحفظ كهوية تراثية وعلى الاخص في اريافنا، الطاحونة او (الرحى الحجرية) المنزلية احدى هذه الادوات التي لازمت حياة الآباء فكانت الوسيلة الاهم والواجبة الاقتناء لطحن الحبوب، وبعد ذلك ظهرت الطواحين التي تعمل بقوة ضغط الماء مثل طواحين "تلشهاب" في منطقة "حوران" التي غابت بظهور طاحونة الديزل والكهرباء.

في قرية "انخل" الواقعة الى الشمال من مدينة "درعا واثناء زيارتنا (فريق eDaraa) لها في 26/6/2008 حيث استدعانا صوت بدا وكأنه صادر عن آلة قديمة، وقد تجمع اهالي القرية في مكان واحد ببدء موسم الحصاد، انه صوت طاحونة "انخل".

حكاية هذه الطاحونة وارتباطها بأهالي البلد وعمرها كانت محور حديث eDaraa مع السيد "احمد العيد" رئيس مجلس بلدة "انخل" الذي حدثنا عن طاحونة "انخل" فقال: «ظهرت طاحونة الديزل مع بداية الثلاثينيات وحديثاً عرفت طواحين الكهرباء. وتراجع العمل بالطواحين الحجرية التي كانت تعمل بقوة ضغط الماء، وبقيت الرحى المنزلية الصغيرة في بعض البيوت الريفية، اما

ابو هيثم الشمري
طاحونة الديزل ايضاً فبقي منها عدد قليل جداً حيث حافظت عليها بعض العائلات في محافظة "درعا" وهذه الطاحونة تعرف اليوم باسم طاحونة "الشمري" نسبة لعائلة "الشمري" التي حافظت عليها. في السابق كان يقال ان "حوران" بحقولها وسهولها كانت اهراء واثراء "لروما" كذلك هي "انخل" المعروفة سابقاً بذات النخيل كانت اهراء "لحوران" نظراً لاشتهارها بكثرة التمر وفاكهة التفاح وبسبب وجود ثلاثة طواحين كانت تقصد من جبل "العرب" الى حدود "القنيطرة"، ما دعا للقول عنها انها اثراء "لحوران". بقيت هذه الطاحونة حيث حافظ عليها اهل البلد على الاخص عائلة "الشمري" وعمرها الآن اكثر من (مئة وخمسين عاماً) وتعمل بواسطة محرك ديزل الى الآن يعمل بشكل فاعل، اهمية هذه الطاحونة بالنسبة لاهل البلد تنبثق من كونها وثيقة الارتباط بحياة آبائنا واهالينا اذ لم تكن مجرد مكان للطحن او الجرش ايضاً للتعارف الاجتماعي وتبادل وشراء الحبوب، طبعاً مع وجود طاحونتين في نفس البلد انتهى دورهما في الزمن الحاضر».

وفي لقاء آخر تحدث الينا بشكل
اوسع "عبد المجيد الشمري" صاحب الطاحونة الذي حافظ عليها فيقول: «تعمل هذه الطاحونة على نظام الديزل بواسطة محرك ديزل، في السابق كانت كل عائلة تأت لجرش ما يقارب سبعين حتى ثمانين مداً، فالناس يقفون على الدور، هذا ما كان وكذلك ما شهدنا بعضه، الآن تراجع العدد قليلاً بالنسبة للقادمين من خارج "انخل" اما اهالي "انخل" فالجميع يجرش في هذه الطاحونة حيث يوجد فيها ماكينة للطحين وماكينة للبرغل وللجريش تفرز الرفيعة جانباً والبرغل على جانب آخر، والريش الذي ينتج عن الجريش يبقى للعلف، والمهم ان هذه الطاحونة كانت تشكل ملتقى للتعارف والتلاقي الاجتماعي وتبادل الحبوب، وكان الاجر سابقاً لقاء الطحن كمية من القمح وحالياً الاجر نقدي. اليوم على الرغم من ظهور الطواحين الحديثة التي تعمل بالكهرباء الا ان هذه الطاحونة تشهد اقبال من منطقة "اللجاة- سملين- زمرين- والحارة" أي من كل منطقة "الصنمين". فهي لاتزال تحتفظ بنكهة الماضي المعبق برائحة قمح "حوران"».

ايضاً تحدثنا السيدة "ام هيثم الشمري" فتقول: «للطاحونة مكانة
متميزة في حياة اهل القرية، في السابق كانت النساء تات بشكل مجموعات كبيرة وبكميات كبيرة من القمح، والجميل ان النساء اثناء الطحن وعمل البرغل وعلى الاخص للافراح والاعراس يرددن الهجيني والاغاني الشعبية تعبيراً عن فرحهن بهذه اللمة، وهذه الطاحونة مثل الام الحنون التي تعطي لابنائها خيراتها».--منقول للمعرفة--

مين قال لك طاحونة الشمري

الشيء المحزن هو انو بعد فترة قصيرة او طويلة راح تتهدم الطاحونة ويبنى مكانها محلات تجارية وشقق سكنية والجاني هو ما يسمى بالتطور الذي يرفض كل ما هو قديم

شكرا على المرور الجميل تقبلو تحياتي